أكيد بتشوف العيال عندكم في البيت سواء أخوك أو أولاد خالك وخالاتك وعماتك كمان.. هل لاحظت إن سلوكهم اتغير؟ يعني مبدأهم في التعامل مبدأ "اوعى وشك"..
الأكيد أنك ستفاجأ بمدى العنف اللي بيتعاملوا بيه، وخيالهم الواسع اللي بيخليهم يخترعوا الخناقات اللي بيضربوا فيها بعض من فرط الزهق.
والحقيقة اللي هتصدمك أكتر، إنك هتلاقي قرايبك دول ملايكة فعلا، وإن فيه ناس زيهم، طوروا من وسائلهم في الخناق أكتر فوصلت للخناق بالمطاوي والحاجات اللي بتعور دي، رافعين مبدأ "السلاح الأبيض ينفع في اليوم الأسود" وضاربين عرض الحائط بأي وسيلة تفاهم تانية.
"طارق" هربان من حكم!
"طارق" مسكه البوليس بعد ما ضبطوا معاه كرباج حديد. الكرباج ده كان عامله عمولة -يعني كان عامله بمزاج- عند واحد خراط معرفة رتب له أسلاك فرامل عربية -الموبينا- ولفها حوالين بعض وبعدين عمل لها يد حديد. واضح جدا إن الكرباج كان تقيل وفي نفس الوقت مرن لأنه معمول من سلك الفرامل. "طارق" بيقول -وشبح ابتسامة مرسومة على وشه- الضربة منه كانت بتتسب في شلل مؤقت للجزء اللي وقعت عليه. مش دي المشكلة.. الأزمة كلها في طريقة شيل الكرباج التهمة ده، لأن منظره أكيد هيلفت انتباه أي حد ماشي في الطريق. لما سألته قال لي:
"الناس بتتفنن في طرق شيل الحاجات دي. الناس اللي بتتخانق بالأمواس مثلا بتحط الموس ما بين اللثة والشفة- بس لازم تكون الخناقة بالموس عن قرب عشان تعرفي تعلمي على اللي قدامك! (تصيبيه يعني) فيه ناس بتشيل السنجة مثلا في الكم أو في رجل البنطلون- وبتبقى عندهم مهارة في إنهم يطلعوا الحاجات دي بسرعة. أما أنا، فكنت بالف الكرباج حوالين وسطي وباخليه تحت الحزام.
أخدت بالي إن المسألة محتاجة تدريب، لأن أي غلطة فيها ممكن تتسب في إن الواحد ياخد لقب مرحوم بمنتهى السهولة! بس الحاجة اللي استغربت منها بجد، هي إن مدمني الخناقات بيخترعوا طرق عشان يطوروا الأسلحة دي بالشكل اللي بيخليها تعمل إصابات بليغة بشكل أكبر من الأسلحة دي وهي من غير التحديثات.. وكمان المناطق اللي بيضربوا فيها بتكون معروفة.. يعني الموضوع مدروس مش عبط وخلاص! وسألت نفسي: كان يجرى إيه لو كل العبقرية دي اتوظفت في حاجة تخدم البلد وفي نفس الوقت تكون منفذ صحي للطاقة المكبوتة اللي عندهم وعند غيرهم كتير.
يوم ما اتمسك "طارق"، كان بيستعد للخناقة، اللي كان رايح يضرب فيها ناس مايعرفهمش عشان يجامل واحد صاحبه!! "أنا بصيت على الناس اللي هاتخانق معاهم.. ولفيت راسي الناحية التانية لقيت البوكس واقف!" وطبعا النهاية معروفة، اترفعت عليه قضية العقوبة فيها بالاعتقال وكل ما كنت أسأله عملت كده ليه.. يقول "أيام شقاوة وعدت"!
خناقة يومية بين العام والصنايع
"شادي" طالب في مدرسة الثانوي العام اللي -جغرافيا- بتقع قدام مدرسة ثانوي صناعي. بين المدرستين مطعم، المطعم ده بتحصل فيه معظم الخناقات بين المدرستين. "وليد" بيقول: "فيه خناقة بتحصل كل يوم بين ناس من المدرستين. ممكن الخناقة تكون على سبب هايف أو على حاجة هزار وتقلب بجد. بس بتلاقي إن الكل بيضرب في الكل، وماحدش بيبقى عارف مين تبع مين! والمطاوي بتبقى بتطير في الهوا وبتنزل على أي حد وإنت وحظك بقى!"
وبشوية أسئلة خبيثة قدرت أعرف إن حالة الضرب المجنون دي مش بتيجي كده لوحدها، يعني عادة ما بيكون أطراف الخناقة "ضاربين حاجة" قبل الخناقة –مخدرات- يعني البانجو اللي بيسموه "وِيت" والحشيش اللي بيسموه "بني" والكيميا اللي هي البرشام والأدوية المخدرة بتكون موجودة بأسعار في متناول الكل وبيكون فيه "ديلر" -أو بياع- في كل حتة حتى في المدراس نفسها ودرجة انتشار الحاجات دي أصبحت فوق الخيال. يعني الجو بيكون مهيأ جدا.
وعن أنواع الأدوات اللي بتستخدم في الخناقات "شادي" بيقول: "الخناقات ممكن تكون بأي حاجة، ابتداء من الأحزمة والجنازير والأمواس وانتهاء بالمطاوي والسنج والسيوف وحاجة اسمها العاشورا -تشبه منجل الموز- والسواطير كمان!! المشكلة في الحاجات دي إنها بتكون مصدية، يعني الجرح بتاعها مش بيكون جرح عادي.. بيبقى جرح مدمر!"
ولما سألت صديق لي في كلية صيدلة -يعني يفهم في حكايات الإصابات دي- قال لي: "طبعا المشكلة مش بتكون في الطعنة نفسها؛ لكن المشكلة في التلوث اللي بتسببه الأسلحة دي بدخولها الجسم.. فيه ساعات ناس بتلوث الأسلحة دي بالتوم مثلا عشان الجرح يلتهب ويكون صعب إنه يلتئم بعدها، فبتلاقي ألوان ربنا كلها في الجرح! وكمان فيه حاجة اسمها "الهوايات" ودي بتكون يا إما "شرشرة" حد السلاح أو عمل فتحة في السلاح زي الفتحة الموجودة في السونكي ودي بتسبب في إدخال الهوا داخل الدم.. يعني بتعمل غرغرينا غازية وتعني الانقطاع التام للدم عن العضو مما يؤدي إلى ضموره وتسبب الغرغرينا الغازية نوعا من الباكتيرا اسمه (الكليستريدا وتس) وهي -إن أصابت جرحا ما- تؤدي إلى تدمير الأنسجة والأوردة والشرايين في العضو المصاب مما يؤدي إلى ضموره مع إحداث غازات في العضو المصاب وتجمع هذه الغازات تحت الجلد وكذلك إفراز سموم تسري بدم المريض وتؤدي لتكسير بالكرات الحمراء وتسمم كبدي مما يحدث الوفاة".
البنات البنات.. سبب كل المشكلات!
معظم الخناقات بتكون بسبب الجنس الناعم وسواء الخناقات دي كانت للدفاع عن بنت أو للفوز ببنت، فالنتيجة بتكون واحدة: "دشدشة" للطرفين واللي بيخلّصوا بينهم كمان. "أحمد كوداك" و"شريف كتكوت" -وماتسألونيش عرفت الناس دي منين!- اتخانقوا على "هند". الاتنين كانوا عاوزين يكونوا أصحابها (إحم.. ما علينا!) ولما شدوا مع بعض، اتكرم الأخ "كوداك" وساب الست "هند".
ولكن لأن الأخ "كتكوت" دمه حر وحامي وكل الهبل ده، قرر إنه ياخد بتاره من "كوداك" أفندي. استناه في الشارع -بعد المدرسة- وأول ما شاف "كوداك"، تف على وشه! طبعا كلكم هتقولوا "ياااه، وهو ده اللي ربنا قدره عليه" وطبعا أنا هاقول لكم "لا طبعا"، لأن الـ"تفة" -آسفة ع اللفظ- كانت محملة بحاجات تانية؛ شظايا موس كان "كتكوت" حاطّه ما بين الشفة واللثة وكان بيكسره بأسنانه بروقان، واستنى اللحظة المناسبة و... "أسفوخس!!!"
ولأن الموس حاد جدا لدرجة إن الواحد ممكن مايحسش بيه، لما مسح "كوداك" وشه بالمنديل دخلت كل الشظايا دي جوه وشه. لحد دلوقت مكان الشظايا عامل أثر واضح جدا في وشه وبيسبب له مشاكل كتير. السؤال دلوقتي: مين "هند" دي أصلا؟! وهل الموضوع كان يستاهل ده كله.. يخسروا بعض كأصحاب.. ويدخل واحد منهم السجن.. والتاني يعيش بعاهة مستديمة! ماعرفش.. ولو حد عرف ياريت يبقى يبعت لي!
منقول
